روسيا و أوكرانيا ... حرب عالمية

روسيا و أوكرانيا ... حرب عالمية



اشترك قناتنا على اليوتيوبميون تون - فيديوهات قصيرة معلومات ممتعة -❤

هو ايه اللي بيحصل بين روسيا و أوكرانيا ؟ هو ممكن حاله السلام اللي من منتصف الخمسينيات فى أوروبا تنتهى ؟ كل يوم نسمع أو نقرأ كلام عن الوضع هناك ، الحقيقة الوضع صعب و ملتهب للغاية ، فمن ناحية و على حسب الواشنطن بوست ، روسيا نشرت 175000 جندى تم توزيعهم على 4 مناطق حدودية على طول الشريط الحدودى مع أوكرانيا على إعتبار إنها مناورات روسية طبقاً لتصريحات قائد القوات الروسية في جنوب روسيا ، السؤال بقى هو في مناورات بالضخامة دى من حيث أعداد الجنود والسلاح و القاذفات و المقاتلات ؟ وكمان عمليات مشتركة لسلاح الجو ومضادات الطائرات وسفن أسطولين البحر الأسود وبحر قزوين ، وفى نفس الوقت البنتاجون أقر مساعدات فورية لأوكرانيا بقيمة  ٢٠٠ مليون دولار تشمل تجهيزات وذخائر للجيش الاوكرانى ، مع ارسال أكثر من 80 طن ذخيرة للقوات الاوكرانية ، وطبقاً لتصريحات السيناتور مايك ترنر تم إرسال اكثر من 8500 جندي و عسكري و خبير أمنى أمريكى لأوكرانيا ، بريطانيا كمان ارسلت مئات العسكريين ، ومن جانبها فأوكرانيا هى كمان أعادت تمركز جنود لها من غرب البلاد على طول الحدود الشرقية الروسية مع تدريبات مكثفة بالأسلحة وبمشاركة معظم فروع الجيش الاوكرانى ، ونشرت مضادات طائرات من نوع نبتون على الحدود الجنوبية المطلة على البحر الاسود ، و أعلنت شراء مزيد من الطائرات المسيرة التركية و رفعت حالة الطوارئ العامة في الجيش ، مع متابعة الرئيسان الروسي و الاوكراني لما يقال عنه مناورات على الجانبين ، فالمناورات على الجانب الروسي ، يقابلها مناورات فى الداخل الاوكرانى و مناورات للأسطول الامريكي مع قطع بحرية لدول أوكرانيا ورومانيا وتركيا في البحر الاسود .



هو ده معناه ايه غير الحرب ؟ هل هي الحرب العالميه الثالثه ؟ عشان نعرف لازم نرجع شويه للتاريخ .
مع إنهيار الإتحاد السوفيتي سنه 1991 ومع إستقلال بيلاروسيا و أوكرانيا ولاتفيا ، ظهروا كمنطقة عازلة بين روسيا و أوروبا وقوتها المتمثلة فى حلف الناتو ، موسكو سعت لجذب الدول دى وبسط نفوذها عليها بأي طريقة حتى لو بقوة السلاح أو بدعم رؤساء ديكتاتوريين ،  أوكرانيا اللى كانت جزء من الاتحاد السوفيتي برزت كدولة مستقلة مش عضوا في الاتحاد الاوروبي ولا حتى فى حلف الناتو مع رغبتها الشديدة للإنضمام  للكيان الأوروبى ، ده زعل روسيا ، فروسيا ترى في أوكرانيا تابع لها أو جزء منها وبالتالى جزء من نصرها وأمنها القومى ، على إعتبار الاوكرانيين ما هم إلا روس يعيشون في دولة فاشلة تتحكم فيها الرؤية الغربية على حسب الرؤى الروسية المتجذرة في أوكرانيا منذ زمن الإتحاد السوفيتي.
و فى سنة 2004 ومع قيام الثورة البرتقالية في أوكرانيا تم الدعوة لوقف كافة أشكال التدخل الروسي في البلاد و محاربة الفساد و بناء المؤسسات و تحقيق العدالة و ده محصلش ، و عشان كده وفى سنه 2013 ثار الأوكرانين من تاني فيما يبدو أنه غضب شعبي عارم  راح ضحيته كتير من المتظاهرين و الشرطة خلال المواجهات بينهم حتى وصلت الأحداث لذروتها في فبراير 2014 ، فهرب الرئيس الاوكرانى فيكتور يانوكوفيتش لروسيا ، الأحداث اللى عرفت بثورة الميدان الاوروبي سببها كان  إنسحاب الرئيس الاوكرانى من مباحثات الشراكة مع الإتحاد الاوروبي اللي بدأت سنة 2012 واللى كانت تمثل فائدة كبيرة لأوكرانيا واللى أُعتبرت وقتها تجهيز لأوكرانيا للإنضمام للإتحاد الأوروبي ، الشراكة اللى كان معناها شراكة سياسية و إقتصادية وتجارية ، تمدد لحقوق العمال وحرية تنقل الافراد وسياسة مشتركة للأمن والدفاع ، بس الأكيد إن الإنسحاب من طرف فيكتور تم بعد وعد من الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بدعم عاجل لأوكرانيا على صورة نفط وغاز ، المظاهرات ساعتها فى كييف كانت بتنادى بضرورة التقارب مع الأوروبيين و إنهاء التبعية لروسيا ، فمن وجهة نظرهم روسيا كانت سبب ما آلت إليه أمور الحياة فى كامل أوكرانيا ، وبعد هروب فيكتور ، صوّت البرلمان لعزله من منصبه ، بس الوضع فى شرق البلاد  وبالتحديد في مقاطعه دونباس الاوكرانية كان عكس اللى بيحصل فى كييف ، كانت فيه مظاهرات برده بس بتنادى بعكس ما يتم طرحه فى مظاهرات كييف ، مظاهرات مدعومة من مليشيات إنفصالية ضد إجراءات البرلمان تندد بالتقارب الأوكراني الاوروبي ، تحولت بسرعة لنزاع مسلح بين القوات الإنفصالية المدعومة من روسيا والقوات الاوكرانية الحكومية ، فأشتعلت كل الجبهات الاوكرانية ، و إنقسمت المقاطعة بين الانفصاليين وبين القوات الأوكرانية ، الحرب اللي راح ضحيتها اكثر من 13000 اوكرانى وهُجر بسببها آلاف المدنيين ، النزاع اللي المفترض انتهي باتفاق مينسك عام 2015  مع ذلك مازال هناك بعض الطلقات تُسمع هنا وهناك.



و فى جنوب البلاد إستغلت روسيا حالة الفراغ السياسي في أوكرانيا وللحفاظ على أسطولها العسكري القائم في شبه جزيره القرم ( قاعدة سيفاستوبول ) ذو الأهمية الإستراتيجية ، سارعت للسيطرة على شبه الجزيرة وأعلنت إجراء إستفتاء لتقرير المصير انتهى بالانضمام لروسيا في 8 مارس 2014 في واحدة من أكبر عمليات سرقة الأراضي اللي شهدتها اوروبا منذ الحرب العالمية الثانية ، الإستفتاء اللى تم رفضه من قبل الحكومات الأوروبية و الأوكرانية والأمريكية ، فتبعاً للرواية الروسية فشبه جزيرة القرم جزء من روسيا من أيام الامبراطورية الروسية كاثرين العظيمة وبالتحديد من عام 1783 حتى عام 1954 عندما أهدي الزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشوف شبه الجزيرة لجمهورية أوكرانيا السوفيتية وحصلت على الحكم الذاتي شريطة أن تتماشى قوانينها مع الدستور الاوكراني .
في سنه 2019 أقرت أوكرانيا تعديلات دستورية تؤكد التمسك بسياسة الإنضمام للإتحاد الاوروبي وده اللى اعتبرته روسيا خطر كبير عليها ، خاصةً اذا إنضمت لحلف الناتو اللى أكيد هينشر جنوده و معداته سواء صواريخ أو طائرات على بعد خطوة من موسكو ، فى منتصف عام 2021 بدأت روسيا في دفع أعداد كبيرة من قواتها على الحدود الاوكرانية و أعادت تمركز جنود لها من القوقاز لشبه جزيره القرم ، التعزيزات اللي وصلت لاكثر من 175000 جندى مدعومين بكامل العتاد العسكري من دبابات و قاذفات و مدفعية ، وهو ما يؤكد بناء على تقارير استخباراتية أوروبية على غزو روسي وشيك لأوكرانيا في القريب العاجل خلال 2022 ، الهجوم اللي هيتم بأكثر من 1200 دبابة و 1600 مدفعية و 330 مقاتلة و 240 مروحية و 75 سفينة حربية و 6 غواصات نووية مع اكثر من 100 كتيبة ، مع خطوط إمداد قادرة على دعم القوات الروسية بسرعة.



 الحقيقة إن البلطجة الروسية عندها من الأسباب ما يؤهلها فعلاً للهجوم على أوكرانيا :
1- رغبتها في تجربة إحتلال جزء من اوكرانيا للمرة الثانية ، فبالرغم من التلويح بالعقوبات الأوروبية والأمريكية إبان غزوها للقرم إلا إنها لم تنجح في ردعها عن ضمها او التخلى عنها كما أرادت الدبلوماسية الأوروبية والأمريكية ، وفى خطوه إستباقية لشرعنة أنها تدافع عن مواطنين روس ، تم منح أكتر من 600 ألف اوكرانى جوازات سفر روسية فى إقليم دونباس .
2 - الإعتقاد الروسي بفشل الدبلوماسية مع أوكرانيا ، فالرئيس الاوكراني فولديمر زلنسكي كان رشح نفسه متعهداً بفتح باب الحوار مع روسيا ، إلا إنه قلب الطاولة على موسكو وبدّل من كلامه ليتقارب أكثر مع الإتحاد الأوروبي ، حتى إنه إشتري طائرات مسيرة تركية تم إستخدامها ضد الانفصاليين في دونباس.
3-  الشك في الدعم الغربي لأوكرانيا خاصة من الولايات المتحدة ، حيث أنها أظهرت تخبط في وعودها و تهديداتها ، آخرها الإنسحاب الفوضى من أفغانستان ومع علمها بوجود فجوة كبيرة بين كلام وأفعال الأمريكان ، فروسيا هتستغل الفجوة دى بأكبر قدر يمكنها من أكبر مكسب و إبتلاع أوكرانيا فى عملية سريعة .
4- فشل روسيا في إشعال حرب أهلية أوكرانية بدعمها للإنفصاليين في إقليم دونباس سنه 2014
5- كشف أوكرانيا لمخطط إنقلابي يقوده رجل الأعمال رينات احمدوف صديق بوتين .
6- نجاح روسيا فى ترتيب كافة أوراقها الخارجية سواء على الصعيدين السورى أو الليبى ، ففى سوريا قبلت بالتدخل التركى ، و أجبرت حلفاؤها فى ليبيا بالجلوس على طاولة المفاوضات ، وهو ما يعكس رغبة روسيا فى التفرغ الكامل للملف الأوكراني أو بالأحرى الحرب الأوكرانية الخاطفة .
7- معرفتها بعدم قدرة أوروبا تخطى الخطوط الحمراء معها ، خاصة وأن ما نسبته 42% من الغاز اللى بيصل أوروبا جاى من روسيا وكذلك ما نسبته 20% من النفط المستخدم فى أوروبا وهو ما سبب صداعا مزمناً للأوروبيين خلال أزمة جزيرة القرم ، فروسيا تمتلك من الأدوات ما يؤهلها لوضع أوروبا فى خانة الا فعل ، و على الجانب الأوروبى ، فدبلوماسيتها تدعو كافة الجهات لإلتزام المسار الدبلوماسى مع التلويح بالعقوبات على روسيا ، مع إقرار أحقية أوكرانيا فى الإنضمام للإتحاد الأوروبى و حلف الناتو ، تحت ذريعة أنها دولة مستقلة تبحث عن مصالح شعبها.





و لا يمكن منع قيام حرب شاملة قد تسفر عن غزو روسيا لاوكرانيا ، فنظرياً وعملياً النصر روسي وهذا ما تعلمه كييف جيداً الإ بتدخل غربى حازم قادر على قلب الطاولة و بالتحديد من أمريكا وحلف الناتو وهو إذا ماذا حدث فإنه يعني حرب شامله بين الروس والامريكان على كافة الأصعدة وهذا مستبعد فالمرجح أن واشنطن ستكتفي بدعم أوكرانيا إستخباراتياً و مالياً و بالسلاح و تتفرج من بعيد على أمل حدوث معجزة تطيح بعجرفة الدب الروسى ولن تنخرط فى نزاع مسلح مباشر مع روسيا فى ظل الازمات الاقتصادية والاجتماعية التى تعانى منها واشنطن جراء وباء كورونا.
ولكن يظل أمام الاتحاد الأوروبي وامريكا القدرة على فرض عقوبات إقتصادية مؤلمة على روسيا ربما تؤدى على المدى القصير إلى تداعيات كارثية على الإقتصاد الروسى المتضرر هو الآخر بسبب كورونا و يمكن إجمالها فى 
1- معاقبة بوتين شخصياً وفريقه الرئاسى وشخصيات عسكرية وتجميد أصولهم وحظر المعاملات المصرفية الأجنبية عنهم .
2- منع التعامل بالدولار وكذلك منع استبدال الروبل الروسى بالدولار مما سيضع الاقتصاد الروسى فى مأزق حقيقى .
3- عزل روسيا عن منظمة الإتصالات المصرفية العالمية ( سويفت ) وهو ما يهدد أسواق النفط والقمح الروسى و يكبد هذان القطاعان خسائر جسيمة.
4- حرمان روسيا من الوصول إلى المصارف الغربية أو طرح سنداتها فى أسواق المال الغربى ، مما يعنى حرمانها من التمويلات الاقتصادية.
5- حظر التعامل مع البنوك الروسية .
6-منع الاستيراد أو التصدير مما يهدد قطاع النفط والغاز الروسى لروسيا.
7- حرمان روسيا من التكنولوجيا الغربية وخاصة المتعلقة بأنظمة الاتصالات والبرمجة الداعمة لصناعات الطيران والصناعات الكيماوية وغيرها.

برأيك الحرب هتقوم ولا مفر منها ؟ ولا روسيا هتتراجع ؟ ولا هتتفاوض دبلوماسياً وتحصل على ما تريد من عزل جيرانها عن الاتحاد الأوروبى وحلف الناتو ؟

شاركنا برأيك فى التعليقات

الكاتب م . محمد توفيق 
قناة ميون تون على اليوتيوب : اضغط هنا

المصادر

إقرأ يضاً

تعليقات

  1. مقال جميل

    ردحذف
  2. يا عزيزي الي كاتبه غلط روسيا لا تريد احتلال أوكرانيا القصة الصحيحة في اتفاقية بعدم ضم أوكرانيا او اي دولة كانت ضمن الاتحاد السوفيتي سابقا...
    لمنع الناتو نشر صورايخ على حدود دولتنا وعلى حساب امن بلدنا وهذا اتفاق تم سنة 1997 في اجتماع بين جميع رؤساء الدول الاوروبيه وروسيا وامريكا والان امريكا تخلت عن الاتفاق كعادتها لانه لا يصب في مصلحتها فهي تريد حكم العالم لكن لديها عقبة اي بمعنى انها لا تستطيع حكم العالم طالما هناك دولة اسمها روسيا وهناك دولة اسمها الصين انا لا اقول لك من هو الجيد او السيء فالجميع سيء لكن امريكا هي فايروس العالم تريد السيطرة وتحااول لكن ليس بقدورها فعل شيء مع دول قوية فهي قوية على الدول الضعيفة اولهم العرب وافيتنام وافغنستان اذا لم تعرف امريكا فهي تحاول ايقاف الصين من التطور وتتحايل ولكنها تحاول وكل محاولاتها فاشلة وتحاول منع روسيا ايضا امريكا رأس الافعة ولكنها دولة جبانة لن تستطيع تغيير اي شيء الامريكان يكذبون مثلما كذبوا في العراق وافغنستان وفيتنام وكذبوا في برج التجارة العالمي وكذبوا عن بن لادن وصدام حسين وكذبوا مع بريطانيا عندم نظموا الثورة العربية الكبرى لتقسيم الوطن العربي.

    ردحذف

إرسال تعليق