بيبسى... قوى عسكرية !!
بيبسى... قوى عسكرية !!
9 ابريل 1990 الصحف الأمريكية نشرت خبر غريب جدا عن بيبسي ، الخبر اللى بيقول إنها أصبحت القوى البحرية السادسة على العالم بعد ما بقى عندها 10 قطع بحرية بقيمة 3 مليار دولار ، السؤال بقى ايه هو السر وراء امتلاك بيبسى لأسلحة بحرية بالمبلغ الضخم ده ؟ وهل هى كانت فى حالة حرب ؟ و هل هي دي بيبسى اللي نعرفها ؟ ولا شركة ثانية لها نفس الإسم ؟ وايه هى قصة بيبسى وإزاى أفلست مرتين ونجحت إنها تقوم من تانى ؟ و ليه كوكاكولا رفضت شراء بيبسى ؟
تعالى نبدء بحكاية الأسطول البحرى ، وبالتحديد سنة 1953 ومع موت ستالين وتسلم نيكيتا خرتشوف لرئاسة الإتحاد السوفيتي ، خرتشوف كان صاحب رؤى مختلفة عن ستالين ، ويمكن أبرز هذه الإختلافات هى تقبله لفكرة إنفتاح الإتحاد السوفيتي أكثر على العالم ، وده اللى شجع الرئيس الأمريكي وقتها أيزنهاور لطرح فكرة غريبة على خرتشوف ، الفكرة بإختصار كانت إقامة معارض تبادلية بين الدولتين ، خرتشوف رحب بالفكرة جداً و بالفعل اتفقوا علي تنفيذ الفكرة ، والبداية كانت المعرض السوفيتى فى أمريكا شهر يونيو 1959 ، وبعدها المعرض الأمريكي فى الاتحاد السوفيتى شهر يوليو 1959 ، المعرض اللى كان يشبه إستعراض للقوى الصناعية والاقتصادية للدولتين ، و بالأخص الجانب الأمريكى اللى شاف إنها فرصة لعرض فكرة الرأسمالية على مجتمع شيوعى منعزل ، الجانب الأمريكى إستعد للمعرض بدقة وبالفعل تم إختيار الشركات المشاركة فى المعرض بعناية ، الفرصة اللى شركات أمريكية كتير شافت إنها فرصة العمر ، فالسوق السوفيتى مغرى جداً لانة مش بس جديد و خام إنما خالى من المنافسين ، بيبسى كانت واحدة من الشركات دى ، وأثناء المعرض إحتد النقاش بين نائب الرئيس الأمريكي نيكسون والزعيم السوفيتي خرتشوف في مسائل تتعلق بالرأسمالية و الشيوعيية ، الحوار اللى كاد يتحول لكارثة لولا تدخل مندوب شركة بيبسى فى المعرض بعد ما قدم للطرفين مشروب بيبسى ، وهنا خرتشوف أبدى إعجابه الشديد بالمشروب ده ، بعدها بكام سنة من المعرض قرر الإتحاد السوفيتي فتح أسواقه لبيبسى ، بس كان فيه مشكله الا وهي الروبل السوفيتى ، العملة اللى مكنش لها قيمة دولية في الوقت ده و مع وجود قانون في الإتحاد السوفيتي يحذر بيع المنتجات بعملات أجنبية ، أصبحت الخيارات صعبة أمام بيبسى ، الأول هو أن تتخلى بيبسي عن هذه الفرصة ، أو إبتكار حل مبدع خاصة إنها كانت في وسط حرب طاحنة مع كوكاكولا وفى احتياج للأموال ، وبالفعل فكرت فى حل وسط إنها ممكن تأخذ الأرباح المجمعة من الإتحاد السوفيتي على هيئة مشروبات فودكا و تتولى هى تسويق وبيع الفودكا خارج أسواق الإتحاد السوفيتي.
وفعلاً بيبسى إشتغلت على الحال ده ، ولكن فى 1989 أصبح الوضع غير مربح ، بيبسى كان أرباحها داخل الاتحاد حوالى 3 مليار دولار ، وهنا كان لابد من المفاوضات لإستخلاص هذه الأرباح من السوق السوفيتى ، وبالفعل إنتهت المفاوضات مع الجانب السوفيتى بإعطاء بيبسى أسطول بحرى قديم مكون من 17 غواصة و مدمرة بحرية و معدات ثقيلة ، الأسطول اللى جعل شركة بيبسي رقم 6 عالمياً في القوة البحرية ، بيبسي إستلمت الأسطول وبعدها تم تفكيكه و تخريده لإعادة تدوير الحديد والمعادن منه فى شركة سويدية وبكده أصبح مشروب بيبسى هو أول سلعة أمريكية تغزو الأسواق السوفيتية ، بس البداية لشركة بيبسى بدأت قبل الوقت ده بقرن تقريباً وبالتحديد سنة 1893 ، بعد ظهور مشروب كوكاكولا بأقل من سبع سنين ، مع الصيدلي الامريكي Caleb Bradham كاليب برادهام اللى تمكن من عمل أول مشروب بيبسي تحت مسمى مشروب براد ، المشروب اللي كان عبارة عن مياه بسكر مخلوطة بمواد أخرى ، كان طعمه حلو يباع على إنه علاج جيد لمشاكل الهضم ، و خلال خمس سنوات اكتسب المشروب شهرة واسعة بين الناس ، وفى 1898 تم تغيير إسم المشروب إلى بيبسى ، وفى 1903 تم تحويل صيدلية برادهام الى شركة بيبسي و إشترى براد مكان لتصنيع المشروب بتكليفة 5000 دولار ، و صعدت بيبسي تدريجياً و حققت أرباح عالية خلال هذه السنين حتى قيام الحرب العالمية الاولى ومع تقنين بيع السكر - المكون الرئيسي لمشروب بيبسى - تم إستبدال السكر بمادة أخرى ولكن التركيبة الجديدة لم تعجب الناس ، وتهاوت بيبسى بسرعة ومرت بوضع صعب مثلها مثل شركة كوكاكولا ، ومع إنتهاء الحرب و رفع التقنين عن السكر ، بدأ الناس فى شراء السكر بكميات كبيرة جداً خوفاً من اختفاؤه ، وده رفع أسعار السكر بشكل جنوني ، ولنفس السبب اشترى برادهام هو الآخر كميات كبيرة وبأسعار عالية ، ولكن بعدها و مع توفر السكر أخذت أسعاره في الإنهيار بسرعة و إنتهت أزمة السكر و عاد لسعره الطبيعي ، فوقعت بيبسى فى مشكلة إقتصادية كبيرة بسبب إرتفاع أسعار المواد الخام - خاصة السكر - و عدم قدرتها على رفع سعر المنتج النهائي ، وبالفعل مقدرتش ترفع اسعار المنتج النهائي فى محاولة لإبقاء حصة لها فى السوق خاصة وأن أسعار مشروب كوكاكولا ظل ثابت لم يتغير ، و كوكاكولا وقتها كانت هي الأكثر إنتشاراً و إستقرار و ربحية و بدأت خسائر بيسبى تكبر كل يوم لحد ما فى سنة 1923 أشهرت بيبسي إفلاسها و تم تصفيتها وبيعها مقابل 35 الف دولار ، وبعدها بسبع سنين أشهرت إفلاسها مرة تانية وتم بيعها مقابل 10,500 دولار لرجل الأعمال Charles Guth تشارلز جوس الراجل اللي يعتبر هو المؤسس الحقيقي لشركه بيبسي ، كان رئيس لشركه لوفتس كاندز Lofts.inc وقتها ، الحقيقة إن مشروب بيبسي الحالي بعيد كل البعد عن مشروب بيبسي سنه 1893 ، و السبب في التغيير الكبير ده هو الكيميائيين المتواجدين في شركه lofts ، جوس حاول إنتشال بيبسي من مشاكلها المالية ولكنها تهاوت للخسارة مرة أخرى ، ومع عدم قدرته على حل مشاكلها وفى محاولة أخيرة قدم عرض لشركة كوكاكولا لشراء بيبسى ، ولكن كوكاكولا لم تتقدم بأى عرض مالى لإيمانها بأن إنهيار بيسبى وإختفاؤها ما هى إلا مسألة وقت ، عشان كده لم تقدم عرض لإنقاذها او حتى شراؤها ، فبدأ جوس من جديد بالعمل على بيبسي وبالتحديد مع كيميائيين شركه lofts للخروج بتركيبة كيميائية تعجب المستهلكين ، و تم تغييرها اكثر من مرة لحد ما وصل لطعم مقبول بالنسبه له ، و مع تقديم عروض سخية للمستهلكين - شراء لترين بسعر لتر - قدر خلال سنتين يحول الخسارة الى أرباح ، وبعدها بثلاث سنين أصبحت بيبسى هي ثاني أكبر شركة للمشروبات الغازية بعد كوكاكولا بمبيعات وصلت لأكثر من 500 مليون زجاجه سنوياً و أرباح قدرها 2 مليون دولار .
هنا مساهمين شركه lofts أقاموا دعوى قضائية ضد جوس تتهمه باستغلال شركة lofts وامكانياتها للنهوض بشركة بيبسى وتفويت فرصة شراء بيبسى على lofts , وشراؤها لنفسه وبالفعل قضت المحكمة بأحقية مساهمين شركة lofts فى دعواهم وبالفعل تم دمج شركتى lofts مع بيبسى تحت مسمى بيبسى ، ومع بداية الثلاثينات وحتى أواخر الخمسينات كان شعار ( بيبسي كولا هات سبوت) هو الاكثر إنتشاراً في الإذاعة و أفلام الكرتون ، الحملة الدعائية المكثفة دى جعلت أرباح بيبسى تتضخم بشكل خرافى ، وبداية من سنة 1941 لسنة 1970 استحوذت بيبسى على علامات تجارية كبيرة لشركات أخرى زى كنتاكى وبيتزا هت و ليبتون وشيبسي Lays وشيتوز ، ومع بدايه السبعينات بدأت واحدة من أمتع الحروب بين الشركات ، الحرب المعروفة بحرب الكولا بين بيبسي وكوكاكولا ، الحرب اللى هتغير كتير فى شكل وإستثمارات الشركتين ، الحرب اللى تعتبر مرجع لكل الحروب بين الشركات بعد كده
تعليقات
إرسال تعليق