ازاى تحقق ثروة من اليوتيوب .. 4 اسئلة مهمة واجابتها
لا تنسى الإشتراك فى ميون تون : قناة يوتيوب معلومات شيقة فيديوهات قصيرة
أنا فاكر زمان لما كنت صغير ، كان فيه دائما سؤال ، اللى هو نفسك تبقى ايه لما تكبر ، مين مننا متسألش السؤال ده ، بس بالنسبة لمواليد ما قبل الالفيه ، بالضبط انتا وانا ، كان الاجابات محصورة بين مهن تقليدية معروفة ، دكتور او مهندس ضابط او محامى ، او حتى رائد فضاء ، بس زى ما الدنيا اتغيرت فى العشرين سنة الأخيرة ، فيه حاجات تانية اتغيرت كتير، زمان اللعب كان فى الشوارع ، دلوقتى بقى فى الموبايلات ، وبالتبعية حتى احلام الاطفال اتغيرت.
وهى دى النتيجة اللى طلعت بيها شركة Harris فى استطلاع للرأى اتعمل فى يوليو ٢٠١٩ لما سالت اكتر من ٣٠٠٠ طفل من امريكا والصين وانجلترا ، عايز تبقى ايه لما تكبر ، ثلث الاطفال كان حلمهم يبقوا YouTubers , بالضبط كده ، مش أنا قلتلك الدنيا اتغيرت خالص ، بس تعالى اقولك على حاجه كمان ، رئيس وزراء انجلترا Boris Johnson صرح فى أكتوبر ٢٠٢١ أنه بيفكر جديا فى الاستقاله لأن مرتبه اللى هو ١٥٠ الف جنية إسترليني سنويا ، لا يكفى ولا يحقق طموحاته ، وعلى الجهة التانية ، طفلة عندها ٥ سنين بتكسب على الأقل مليون جنية إسترليني سنويا لمجرد ظهورها على قناتها الخاصة وهى بتلعب مع اخوها فى Gaby and Alex.
تابعنا على اليوتيوب :: من هنا قناة ميون تون للمحتوى الابداعى
مش بس فى العالم الغربى الدنيا اتغيرت ، كمان فى العالم العربى ، أصبح فيه اعتقاد شبه مؤكد أنه صناعة المحتوى سواء كانت يوتيوب أو تيك توك أو ،،، من الممكن أن تحقق ثروة ، وبيدعم الفكر ده أمثلة ونماذج مشهورة سواء فى عالمنا العربى أو على المستوى العالمى بس تعالى معايا نحاول نجاوب على أسئلة مهمة .
باعتقادك هل صناع المحتوى ( يوتيوبرز ) بيعملوا فلوس حلوه اوى ؟
طب تعالى نفهم الاول مصادر كسب اليوتبوبرز
من الاخر كده , الفلوس بتيجى منين ؟
فيه ٥ مصادر دخل لليوتبوبرز :
١- الاعلانات من google adsense ، اللى هى بمجرد الضغط على الفيديو مش بناءا على المشاهدات كما يشاع ، بس الحسبة دى محدش يعرف ازاى اليوتيوب بيحسبها ولا بناء على ايه بيدي لليوتبوبرز فلوس ، من الاخر اليوتيوب بيدى اللى فى مزاجه بناء على معلومات غير متاحة لاى يوتيوبر ، لأن يوتيوب عمره ما أفصح عن طريقة الحساب ولا بناء على ايه ولا ليها بيانات محسوبة أو معلنة ، من الاخر اللى اليوتيوب بيديه ، اليوتبوبرز بياخدوه من سكات.
٢- منصة patron , هى منصة تسمح لمتابعي محتوى ما بتقديم الدعم المادى المباشر لليوتبوبرز مباشرة فى صورة نقدية ، فى سنة ٢٠١٩ اكتر من ٣ مليون متابع دفعوا ٥٠٠ مليون دولار لصانعى المحتوى المفضل ليهم عن طريق منصة باترون.
٣- البيع بالعمولة أو الافيليت وهى عبارة عن إعطاء اليوتيوبر لينك خاص بيه من شركات لبيع البضائع زى امازون أو جوميا أو على بابا ، وبكده اليوتيوبرز يقدر يكسب فلوس لما أحد متابعيه يشترى بضاعة من خلال اللينك ده ، وتتراوح العمولة بين ١٪ الى ما هو أكثر.
٤- بيع المنتجات ، اللى هى استخدام اليوتيوبر منصته الخاصة فى بيع بضاعة يمتلكها اللى هى ممكن تكون ملابس أو أجهزة رياضية أو حتى اكل او خدمات مباشرة.
٥- الرعاية التجارية ، ودى لما تلاقى اليوتبوبر فى وسط أو فى أول كل فيديو يقول الفيديو ده برعايه فلان أو برعاية الشركة الفلانية ، ودى تعتبر هى اكبر المداخيل لليوتيوبرز.
من هنا يظهر سؤال تانى طب اليوتيوب ممكن يحقق الثراء ؟
الإجابة ٩٥٪ من الحالات لاء ، على الرغم من عدم إفصاح اليوتيوب عن مقدار ما يقدمه من أموال لصناع المحتوى غير مرات قليلة . فده فى الأغلب بيقدم اسئلة اكتر من تقديمه للاجابات ، زى مثلا فى ٢٠٠٨ المتحدثة باسم اليوتيوب قالت إنه عدد اليوتيوبرز اللى بيكسبوا اكتر من ١٠٠,٠٠٠ دولار سنوياً زاد باكتر من ٤٠٪ ، بدون ايضاح النسبة السابقة ، وكم نسبة أصحاب الدخول من مجمل أصحاب القنوات فى اليوتيوب ، وبدون اى اثباتات احصائية ، ده كان أحد أهم الأسباب اللى خلت واحد اسمه Mathias bärtl الاستاذ فى جامعة hochschule offenburg للعلوم التطبيقية يدرس اليوتيوب لمده ١٠ سنين ، وفى الدراسة دى المعروفه ب ( قنوات اليوتيوب التحميلات والمشاهدات ، تحليل إحصائي للسنوات العشر الماضية ) تم دراسة اكتر من ١٩ الف قناة عليهم اكتر من ٥,٦ مليون مقطع فيديو تم تحميلهم فى الفتره بين ٢٠٠٦ و ٢٠١٦ ، استنتجت الدراسة اللى تم نشرها على صفحات Blomberg و واشنطن بوست انه ٩٧٪ من اصحاب القنوات دى بيكسبوا من اليوتيوب اقل من الحد الأدنى للفقر فى أمريكا ، ٣٪ بس من القنوات هى اللى بتاخد معظم المشاهدات ومعاها كمان الفلوس ، المقصود بيهم القنوات أصحاب المليون ونصف مشاهدة شهريا وبناء عليه كان فى ٢٠٠٦ أعلى ٣٪ من القنوات بيسيطروا على ٦٣٪ من نسب المشاهدات ، وفى سنة ٢٠١٥ زادت النسبة ل ٨٥ ٪ من نسب المشاهدات ، وفى سنة ٢٠١٦ زادت النسبة ل ٩٠٪ من نسب المشاهدات ، عشان يحققوا فى المتوسط ١٦ الف دولار من عوائد المشاهدات سنويا.
بس الوضع مختلف فى دول الشرق الأوسط لأن عوائد الاعلانات أقل من نظيراتها فى الولايات المتحدة وأوروبا بسبب اختلاف القوة الشرائية للشريحة المستهدفة بالاعلانات وكمان ضعف متوسط القوة الشرائية للمواطن فى الشرق الأوسط عالمياً.
فى الدراسة تم استنتاج أنه ٨٥٪ من اليوتيوبرز الجدد اللى عملوا قنوات جديدة ابتداء من ٢٠١٦ كانوا بيحققوا ٤٥٨ مشاهدة شهرياً كحد أقصى.
هنا يظهر سؤال تانى ، معنى كده أنه مفيش حد بيكسب فلوس كتير من اليوتيوب ؟ مثلا ١٠٠ الف دولار سنويا فيما فوق ؟
الاجابة فى قنوات كتير بتكسب ١٠٠ الف فيما فوق بس تظل بنسبة ضئيلة جدا من اصحاب القنوات اللى وصل عددها لاكتر من ٣٧ مليون قناة على اليوتيوب بس .
من هنا كان الاستنتاج الاهم للدراسة أنه العمل فى صناعة المحتوى على الرغم من أنه يظل واحدا من أفضل المهن الحديثة الا أنه لا يمكن أن يكون مهنة أساسية لأصحابها تبعا للإحصائيات المذكورة فى نفس الدراسة.
وده اللى أكدته الدكتورة Alice E.morwick الاستاذ المساعد فى جامعة نورث كارولاينا لما قالت فى حديثها لمجلة fortune ,أنه وارد جدا تكون صاحب محتوى على اليوتيوب ويتابعك أكثر من نصف مليون وتفضل تشتغل حتى شغلانة متواضعة زى انك تكون عامل فى Starbucks ، لأن دخلك من صناعة المحتوى أقل من أنه يعيشك أعلى من الوظيفة ، طبقا لكلامها أنه من المهم وجود وظيفة حقيقية تمارسها فى الحياة.
ومن هنا سؤال يطرح نفسه طب لما هو كده ، ليه بعض أصحاب المحتوى بيتفاخروا بامتلاك فيلا وسيارات احدث موديل وبيزنس خاص بيهم من خلال صناعة المحتوى ؟ على الرغم أنه معظمهم بيقدم محتوى غير هادف أو غير مفيد ( تعالى شوف مراتى طبخت ايه ، حماتى زارتنا والفار السندق نط فى وشها بعد ما اكلت دكرين بط وحلت بعلبة الجاتوه من لابوار ) ، والسؤال الأهم ليه اليوتيوب بيدى فلوس و مشاهدات للنوع ده من المحتوى ده بالخصوص ؟
الاجابة تتلخص فى كلمة واحده ( الإدمان ) ، واللى أقصده هنا هو ادمان بعض الناس للنوع ده من المحتوى حتى أنهم يتباهوا بمعرفتهم اخر اخبار أصحاب المحتوى ده بدون اى شعور بالخجل ، الأمر اللى إذا عرضته على شخص غير مهتم بالنوع ده من المحتوى بيبقى رده ( طب ايه فائده الكلام التبننبنبزبنمبززقنبنق ... طبعا مش هكمل ) ، الحقيقة أنه الشخص ده وقع ضحية إدمانه لعلاقة سهلة من طرف واحد تجاه أشخاص آخرين ( اللى هما صناع المحتوى) فهى علاقة بدون اى مشاكل حياتية حقيقة لا تكلفه سوى بضع دقائق يوميا لمتابعة علاقة افتراضية تم بناؤها فى مخيلته ويتم تغذيتها بنوع من الرضى بدون تدخل اللاوعى ، hyperreality أو الواقعية الفائقة دى بتأثر سلباً على حياة المدمن خاصة فى ظل عدم سير حياته كما خطط لها مسببة انسحابه من الواقع إلى الافتراض عشان يشبع إدمانه ، تدفعه اكتر باتجاه معرفة المزيد وتتبع الاخبار وبالتالى البعد الكامل تدريجيا عن الواقع ، وهو ده اللى اليوتيوب عايزه ، ادمان لما يقدمه ، بالتالى مشاهدته اطول وقت وفى كل مكان ، بالتالى ارباح له ولكل أصحاب النوع ده من المحتوى.
وهنا نيجى للسؤال الاخير
هو ليه المحتوى الترفيهى أكثر من المحتوى العلمى فى الوطن العربى وهل ده له دلالة على وضع معين فى عالمنا العربى ؟ وما مدى تأثير ده على جعل المواطن العربى غير فاعل على المستوى العالمى ؟
شاركنا رأيك في التعليقات
الكاتب م. محمد توفيق
إقرأ أيضاً :
تعليقات
إرسال تعليق