العلم و كرة القدم

العلم و كرة القدم



لا تنسى الإشتراك فى ميون تون : قناة يوتيوب معلومات شيقة فيديوهات قصيرة

ايه هو السر وراء سعادتنا كمشجعين عرب لما فريقنا يفوز على فريق أوروبي ؟  يمكن عشان الهزيمة كانت متوقعة ؟ ولما بنخسر بنقول يا عم شوف هم مين وإحنا مين ، و لما تعرف الفرق بين قيمة اللاعيبة هناك و اللاعيبة بتاعتك بتسأل ليه الفرق كبير كده ؟ ساعتها الإنتصار بيبقى جميل قوي لأنها معجزة وحصلت ، و الخسارة متوقعة و عادية ، ومع تنظيم دوله عربية ( قطر ) لكأس العالم - البطولة الرياضية الأهم والأكبر عالمياً- كان لازم نسال نفسنا هو ايه الفرق بينا وبينهم ؟ هو ليه أقصى أحلام منتخباتنا العربية هو التمثيل المشرف ، في حين الصعود لدور ال16 معجزة و الوصول لدور ال8 من رابع المستحيلات و اللى عمره ما حلمنا بيه الوصل لنهائي كأس العالم ، فما بالك الفوز به ؟ رغم أنه لو مشيت فى أى شارع عربى هتلاقي الناس بتتنفس كورة ، الغريب أنه دائماً عندنا لسته من الأعذار الجاهزة ، أهمها شوف يا عم هم مين وأنت مين .



إقرأ أيضاً : الشمس ... جحيم لا نعرف عنه الكثير

مبدئياً كده لازم نعرف إيه هى الكورة ،  الكورة عمل جماعي زى الأوركسترا لها مايستروا ، المدرب هو المايسترو اللي بينظم إيقاع اللعبة ، هو اللي عارف إمكانيات اللاعيبة ، بس إزاي العلم تطور عشان المدرب يعرف لاعبيه بشكل أحسن ، مش بس في التمرينات ، أنما اكثر بكتير ، العلم هو الفرق وهو ده الأكيد.
العلم هو اللي قدم كرة القدم بالشكل اللى نعرفه ، من اول تصميم الملابس الرياضية  و خاماتها واللى بتساعد اللاعبين على تقديم أفضل أداء من خلال قدرة الملابس على التهوية و كفاءة إمتصاصها للعرق ، و تصميم الأحذية الذكي اللي بيساعد اللاعيبة يتحركوا على أرضية الملعب بأقل قدر ممكن من الألم و أكثر فاعلية ، حتى العشب اللى فى أرضية الملعب أعجوبة من العلم العظيم ، طوله وسمكه وحتى أسلوب ريه و رعايته وحمايته من الثلج أو الضباب أو الاملاح ، الكورة نفسها بالتصميم الايروديناميك المذهل و طريقة خياطتها وعدد الاشكال اللي مرسومة عليها و حتى ملمسها ، شكل وترتيب كراسي المدرجات وتصميم الإستاد نفسه ،  كل ده الغرض منه 90 دقيقة لا يمكن تنساها لما المدرب يقدم الخلطة السحرية عشان يقدم واحدة من أمتع اللحظات اللى صعب ننساها ، اللى ممكن تدوم سعادتها لسنين ، فهتلاقي مننا اللي لسه فاكر ماتش من التسعينات او حتى الثمانينيات ، المعجزة اللي خلت الشعوب العربية واحدة من أكثر شعوب الأرض عشقاً لكرة القدم ، ويفضل اللاعيب الحريف هو سر المتعة ، سر الفرحة لما نكسب ماتش ، لعيبه لا يمكن ننساهم زي أبو تريكه و حازم إمام و الخطيب و المعلم حسن شحاته .



فتعالى معايا نغوص مع واحدة من أمتع الألعاب الجماعية على مر التاريخ ، مثلاً في الدوري الانجليزي الممتاز  عملوا  دراسات واللى أكدت أن معدل الجرى جوه الملعب زاد بنسبه 50 % فى 10 سنين الأخيرة ، اللعيبة بقت بتلعب بمعدلات بدنية تتجاوز قدرات معظم البشر ، الضغط العالي والكثافة العددية - الزخم - من اللاعيبة للإستحواذ على الكورة ، و في دراسة شملت أكثر من 473 لاعب في الدوري الانجليزي بتقول إن ضريبة الجري المتواصل و المكثف هي الإرهاق الشديد و إن أفضل اللاعبين بيظهر عليهم التعب في آخر 20 أو 25 دقيقة ، و على الرغم من كده إلا إن معظم المباريات بيتم حسمها في اللحظات الأخيرة ، وطبقاً لكلام Magni mohr المدرب الجسدى السابق في نادي تشيلسي بيقول إن كرة القدم الحديثة  سرعتها زادت بشكل كبير وتم إستبدال النمط القديم المتقلب بين السريع والبطيء لنمط جديد فترات الجري فيه كبيرة جداً يتخللها فترات إستراحة قليلة جداً ، و إن السر هو التأهيل الجسدي للاعبين الممتاز ، ده اللى خلى الدكتور peter krustrup الإحصائي في نادي مانشستر سيتي يقول إنه فى بطولة يورو 2016 تم تسجيل 26 % من الاهداف بعد الدقيقة 75 من زمان المباريات ، الدكتور Losper lovind  andresen رئيس معهد الطب الرياضي في كوبنهاجن يقول على الرغم من تأكيد التقارير الطبية لإصابة اللاعيبة بالإرهاق الشديد - خاصة المهاجمين و لاعيبة وسط الميدان - في الدقائق الأخيرة من زمن المباريات إلا إنهم بيفضلوا في حالة من بذل المزيد من الجهد و مجاراة الزخم الشديد للمباراة ، فده معناه حاجة واحدة ان اللاعبية دى تم تدريبهم بشكل فريد يسمح لهم ببذل مزيد من الجهد رغم الإرهاق ، لعيبة تقدر تجرى اكتر  من 9 أو حتى 11 كيلومتر و الأهم تقديمهم بزخم سريع ومكثف وسط أداء مبهر منهم ، فبعد دراسة ل380 مباراة فى الدوري الإسباني ( 2008 و 2009) ، تم إحصاء التسديدات على المرمى و التمريرات العرضية والزوايا و حيازة الكرة و العرضيات و بقياس الفاعلية لكل طريقة لعب ، تم إستنتاج إن إجمالي التسديدات المباشرة و العرضيات وحيازة الكرة ومكانها ، لازم يكون المدربين على دراية بها وبالتالى معرفة مدى قدرتهم على تطبيقها على لاعبين بعينهم ، ومدى ملاءمتها لكل لاعب فى الفريق للفوز و بناءا عليه يتم شراء اللاعب المناسب لأسلوب الفريق و تطوير اللاعبين الحاليين بما يتناسب مع أسلوب لعب الفريق .



وعلى الرغم من ده إلا إن قياس الموهبة والمهارة اللى عند اللاعب بتكون مربكة جداً ، وبالتالى معرفة مدى ملاءمته للفريق بتبقى مربكة أكتر ، فمثلا المدافع الناجح لا يقوم بالكثير من التدخلات او الإلتحامات بس عنده قدرة فريدة على تحويل الهجمات من خلال تمركزه الجيد ، وده اللى أكده كلام Paul power عالم البيانات في Prozone - مراكز إحصاء كروى - لما أتكلم عن المدافع الايطالي العظيم Paulo maldini  - باولو مالدينى -  كمثال للاعب تم محاولة تحليل بياناته من خلال نظام معروف باسم( التدخل و الإعتراض ) ، النظام القائم على نسب التدخلات الفعالة للمدافعين فى حالات  الإلتحام و الإعتراض المباشر ، النظام فشل في تقييم مالدينى بسبب تمركزه الرائع لدرجة أنه تقريباً مكنش محتاج للإلتحام المباشر بالنسب الكافية للنظام ، زى التمركز الرائع لسمك السلمون أثناء التعرض لضربات اسماك القرش لمحاولة اصطيادها ، وعليه لا يمكن تقييم مدافع عظيم زي مالدينى من منظور فردي ، و لكن من المفيد تقدير مدى جودة أداء الفريق بدونه أو عند إختياره فى التشكيلة ، و اللي نتائجه بتكون مفاجأة و غير متوقعة ، فمثلاً في موسم 2013 جاريث بيل لاعب توتنهام قدم واحد من أفضل مواسمه الكروية على الإطلاق و بسببها تم بيعه لريال مدريد بمبلغ 85 مليون جنيه استرليني - أكثر من صفقة كريستيانو رونالدو وقتها - إلا أن شركة الإستشارات الرياضية onside analysis قالت إن جاريث بيل كان نجم الفريق من المنظور الفردى ، إلا إن لاعب الوسط موسى ديمبلي كان هو اللاعب الأكثر تأثيراً فى النتائج ، بمعنى ثاني ديمبلي كان اللاعب الأكثر أهمية للفريق و غيابه كان يربك أداء الفريق ككل .



وهنا يظهر السؤال الأهم ، علم الإحصاء قدر يقدم لنا تحليل دقيق لأداء موسى ديمبلي اللي كان سبب تألق توتنهام و في نفس الوقت ما قدرش يقدم تفسير لموهبة مدافع عظيم زي باولو مالديني ، ليه؟ 

ده الي طرحه الصحفي الرياضي jorge valdano  فى الغارديان فى مقالة تحت عنوان ( أعشق كرة القدم لأنها عكس العلم ) ، واللى قدم فيه سؤال مهم جدا مضمونه أن العلم في كره القدم يجبر اللاعيبة على أن تعمل كماكينة تتطلب الإنضباط و المسئولية والتضامن أكثر من تقيمها للمهارة والأداء الجمالي كما لو كنا نبحث عن مواصفات المواطن الصالح فى المجتمع لا عن لاعب كرة قدم لابد أن يتميز بالتفرد و الموهبة ، المقال إستنتج إنه علم الإحصاء البيانى ساهم فى فقد كرة القدم لمواهب كثير جداً ،  فقط لعدم تماهى أرقام أصحاب هذه المواهب مع أرقام و خوارزميات الكمبيوتر  الإحصائى ، النظام الذي تم تطويره قبل 25 سنة فى فرنسا كأداة للمذيعين و تم استخدامه لأول مرة سنة 1998من خلال شركه Prozone ، النظام المعتمد على كاميرات و محللين لتسجيل البيانات وعرضها كأرقام زى  الإستحواذ و التمريرات و الإعتراضات و التسديدات ، و اللى الأندية الكبيرة بتستخدمه النهارده في تقييم اللاعبين ، أصبح هو هوس الأكبر ، ففى الدوري الانجليزي يتم استخدام أنظمة إحصائية منها  optimeye s5 و viper من شركات catapult و statsport  و هي عبارة عن سترات ( صدرية ) تحوى مستشعرات لتحديد المواقع Gps وكمان مقاييس التسارع و الجيروسكوب لإلتقاط معلومات دقيقة عن كل لاعب زى الجري والقفز وتغير الاتجاه و التسارع و التباطؤ و كمان لقياس ضربات القلب .


و طبقاً لكلام Boden Westover مدير التسويق في catapult  اللى بيقول أنه هيكون فيه مستشعرات جديدة منها مستشعرات لقياس العرق و مستويات الأدرينالين و الكورتيزول ، و مع إستخدام الطائرات الدرونز حالياً في التدريبات فالمدربين أصبح عندهم القدرة على تعديل التدريبات لملائمة أدق التغيرات الطفيفة الطارئة على اللاعبين ، بالإضافة لأجهزة إستشعار ذكية فى الأحذية و كمان الكرات زى ( addidas micoach smart ball ) اللى عندها القدرة على التقاط معلومات زي قوة و دوران و زاوية التسديدات لإتقان التسديدات ، كل ده يتم تطبيقه على اللاعبين فى أدق تفاصيل حياتهم ، زى  nick littlehalle مدرب النوم فى أندية عريقة زي ريال مدريد و مانشستر سيتي و أرسنال و تشيلسي و ساوثهامتون لما قال إنه إذا كنت لاعب هتشارك في مباراة في دوري الأبطال واللى ممكن تنتهى بركلات الترجيح في الساعة 9:30 مساءاً ، فممكن تكون يقظة اللاعب بناءاً على جودة نومه هى الفارق بين الهزيمة و الإنتصار ، فاللاعبين بيتم تعليمهم كيفية النوم و الإستعداد له وتحسين درجة حراره الغرفة وتجنب الاضواء الزرقاء ( الموبايلات كمثال )  قبل النوم على الاقل لمده 90 دقيقة حتى إن بعض اللاعبين يتم تزويدهم بمعصم ذكى لقياس جودة نومهم زى معصم fatigue science readiband  وكمان بعض اللاعيبه يتم تزويدهم بأطقم نوم خاصة بما في ذلك مراتب شخصية عند السفر أو للإقامة فى الفنادق ، الهوس بقياس جوده النوم وصل لدرجة تزويد ملاعب التدريب بأسرة النوم المعروفه باسم sleep bods للسماح للاعبين بالنوم بين الجلسات التدريبية .
العلم قدم لنا رؤيه جديدة لكرة القدم باستخدام كل الادوات العلمية والتحليلات البيانية الا أنه تظل الثقة و روح الجماعة والأمال الفردية و أحلام ومخاوف اللاعبين مهمه جداً في تحديد النتائج النهائية زى ما بيقول الدكتور النفسى  Bradly bush  ( لتوتنهام وسندرلاند وكريستال بالاس)  إنه العامل النفسي مفيد لكل لاعب ومدى الاختلافات الفردية بين اللاعبين زى التحكم العاطفي و الأداء تحت ضغط والتركيز مازالت في طور البداية لفهمها في محاوله لتعليم اللاعبين التركيز على الاشياء التي يمكنهم التأثير عليها مثل أدوارهم في الملعب والسلوك و الإنفعالات وهو ما تأخذه الأندية الكبرى على محمل الجد .


وعشان رأيك مهم جدا ❤️ ، فياريت تقولنا ايه أكثر ماتش استمتعت بيه خلال ٢٥ سنة اللى فاتت ، ومين نجمك المفضل فى عالم الساحرة المستديرة ؟

الكاتب >>  م . محمد توفيق

إقرأ أيضاً 
المصادر

تعليقات

إرسال تعليق