قصة كوكاكولا وحرب الكولا
قصة كوكاكولا
سنة 1861 بدأت الحرب الأهلية الأمريكية واللى استمرت لأربع سنين ، أحد مصابى الحرب دى هو العقيد John Pemberton ، اللى إصابته حولته لمدمن لمسكن المورفين ، ولأنه فى الأصل صيدلى ، حاول ولمدة ٢٠ سنة البحث عن علاج و بالصدفة طلع معاه مشروب طعمه جميل وكمان له أثر علاجى لمشاكل الجهاز الهضمى ، فبدء يعرض المشروب على المحيطين به اللى أبدوا إعجابهم بالمشروب خاصة أن طعمه مختلف عن أى مشروب تانى وقتها ، ومن هنا فكر فى بيعه للصيدليات ، و كمان بالصدفة أحد العاملين فى صيدلية أضاف الصودا على المشروب فطلع المشروب ألذ ، وتبدء من هنا رحلة المشروب الأشهر فى القرن العشرين كوكاكولا بداية من سنة 1886.
إقرأ أيضاً : هل تنجذب النساء للرجال ؟ لماذا ؟
وفى 8 مايو 1886 اقترح Frank M Robinson على الدكتور John Pemberton إسم كوكاكولا ، مش بس كده إنما كمان قدم له الشعار الأيقونى الأحمر لكوكاكولا المعروف لحد النهاردة . ومع تعقد الوضع المالى ل John Pemberton وتدهور حالته الصحية إضطر أنه يبيع نسبة من حصته من التركيبة لرجل أعمال إسمه Asa Griggs Candler واللى اشتراها بمبلغ 2300 دولار وقتها سنة 1887 ، بعدها بسنة مات Pemberton ، ومع شراء النسب المتبقية من التركيبة من ورثة Pemberton ، أصبح candler هو المالك الوحيد لتركيبة كوكاكولا ، اللى تحولت لشركة كبيرة لها مصانع ومخازن ، ولأنه كان شخصية عبقرية ، أبدع فى صناعة هوية خاصة لكوكاكولا ، الهوية اللى إعتمدت على الدعاية الذكية المطبوعة على السيارات و البراميل وعمل كوبونات لعينات مجانية من المشروب وعمل هدايا كلها تحمل شعار كوكاكولا الأحمر لطبع العلامة التجارية فى نفوس الناس ، وبكده تعتبر كوكاكولا من أوائل الشركات اللى قدمت الإعلانات بالشكل ده ، كل ده ساعد كوكاكولا على الإنتشار بين الناس لدرجة إنه سنة 1900 وصلت المبيعات السنوية لأكتر من 370,000 جالون من المشروب مقارنة بأقل من 9000 جالون سنة 1890 ، أصبح لدى كوكولا مصانع كثير بالإضافة لدخولها شراكات مع شركات وأفراد لزيادة المبيعات .
ومع إنفتاحها على الأفكار الجديدة لزيادة مبيعاتها ، تقدم Benjamin Thomas و Joseph brown whitehead بفكرة تعبئة و تقديم كوكاكولا فى زجاجات بدلاً من الأكواب اللى بيتم ملؤها من براميل ضخمة ، مع تقديمهم لفكرة بناء مصنع لتصنيع الزجاجات ، ولكن candler كان غير مقتنع بالفكره لأنه شايف إن الناس بتحب تشرب كوكاكولا في أكواب يتم ملؤها من براميل ( نفس فكرة البيرة ) ، و لكن طالما هناك إحتمالية لزيادة المبيعات أعطاهم عقد حصرى بقيمة 1 دولار كإمتياز لبيع كوكاكولا فى زجاجات داخل أمريكا كلها ، و لكن على العكس توقعات Candler ، أحب الناس فكرة الزجاجة و بكده كوكاكولا إكتسبت شهرة واسعة جلبت لها منافسين فى محاولة لتقليدها و يمكن أشهر محاولة لتقليدها كانت Pepsi ، وفى محاولة منها لتميز منتجها عن منتجات المنافسين ( المقلدين ) طرحت كوكاكولا زجاجتها الشهيرة سنة 1916 .
و مع بدايه الحرب العالميه الأولى تتأزم الأوضاع بسبب قانون السكر ، القانون اللى حظر تداول السكر ، السكر اللى يعتبر أحد المكونات الأساسية للمشروب ، وفى سنة 1918 إنتهت الحرب بعدما إستنزافت كوكاكولا كثير من مواردها ولكنها نجت بأعجوبة ، و فى سنة 1919 قرر candler أنه يبيع كوكاكولا لمستثمرين جدد بمبلغ 25 مليون دولار ، عشان تبدء قصة جديدة لكوكاكولا مع رجل جديد اسمه Ernest Woodruff ومن بعدها ابنه Robert W. Woodruff اللى قاد شركة كوكاكولا لأكثر من 60 سنة( 1923 - 1985 ) عشان تبدء كوكاكولا عهد ضخم من التوسعات والإستحواذ على الكثير من الشركات التانية زى ماكدونالدز وهارديز وغيرهم كتير ، و إللى ساهم فى ده قوة الآلة الدعائية والاختراعات الكتير من ضمنها الثلاجة ، اللى أُعتبرت العمود الفقرى لنجاح كوكاكولا .
ومع بداية الثلاثينيات بدأت المنافسة بين Pepsi و coca-cola ، حرب بدأتها بيبسى فى محاولة منها لإقتطاع جزء من حصة كوكاكولا العملاقة فى الأسواق ، و لكن كوكولا كانت متقدمة بسبب الدعاية الذكية و الفريدة فمثلاً شخصية سانتا كلوز الحالي بالرداء الأحمر و اللحية البيضاء هى أحد إختراعات كوكاكولا ، فمنذ الايام الأولى لكوكاكولا اعتمدت على الدعاية السخية و دى عقيدة راسخة داخل كوكاكولا حتى إنها من أكثر الشركات دعائية فى العالم حتى في وقتنا الحالي ، فمثلاً في 2018 صرفت أكثر من 4 مليار دولار إعلانات بالتساوى مع Pepsi ، ولو نظرت لضخامة الرقم فهو يساوي قيمة ما تصرفه شركات Apple و Microsoft مع بعض على الدعاية ، وعلى الرغم من الدعاية الضخمة والإنتشار الواسع لكوكاكولا ، إلا أن محصلة أرباح مجموعة شركات كوكاكولا لا تتخطى مجموعة شركات Pepsi ، فمن حيث الشهرة العالمية للعلامات التجارية فكوكاكولا في المرتبة 6 و شركة Pepsi فى المرتبة 29 ، و من حيث القيمة السوقية فكوكاكولا قيمتها 234 مليار دولار و Pepsi قيمتها 190 مليار دولار فقط ، ولكن بصورة مغايرة فإيرادات كوكاكولا أقل من Pepsi ، ففى 2018 حققت كوكاكولا أرباح بقيمة 31 مليار فى حين أن Pepsi حققت 64 مليار ، طب ايه السبب ؟
أرباح الشركات المملوكة لكوكاكولا أقل من أرباح الشركات المملوكة ل Pepsi .
في السبعينات بدأت حرب بين كوكاكولا و بيبسي ، حرب الكولا بدأت بالإختبار الأعمى للمذاق ، لإستطلاع رأى الناس بناء على المذاق فقط دون معرفة اسم المشروب ، ونجحت Pepsi من خلال هذه الحرب فى تقديم نفسها كمشروب ألذ من كوكاكولا ، كل ده ساعد Pepsi فى الإنتشار على حساب كوكاكولا و إعتلاء عرش الصدارة لأول مرة فى تاريخها ، وفى محاولة من كوكاكولا لإستدراك الموقف بدأت فى طرح تركيبة جديدة من كوكاكولا فى أوائل الثمانينات ، التركيبة المعروفة بإسم New cola واللى فعلاً كانت ألذ من التركيبة القديمة ولكنها لم تعجب الناس فتأزم وضع الشركة التنافسى فإضطرت للعودة التركيبة القديمة وده زود من قوتها مرة تانية و مع العمل الجاد رجعت لمكانتها و إحتلت الصدارة حتى وقتنا هذا بواقع 49 % مقابل 39 % لصالح منافستها الرئيسى Pepsi من السوق العالمى للمشروبات الغازية .
واحدة من أنجح الحملات الدعائية فى تاريخ كوكاكولا هى مقولة أنة شخصان فقط على قيد الحياة يعرفان وصفة كوكاكولا ولا يسمح لهما السفر على نفس الطائرة في حال سقوط تلك الطائرة ، الحملة اللى تم إطلاقها فى الثمانينات بطريقة ذكية فى محاولتها للعودة مرة ثانية ، الحيلة اللى نجحت إنها تزرع فى عقول الناس أن ما تقدمه كوكاكولا لهم هو سر عظيم ، متلاعبة بعواطف الناس وحبهم للتفرد ، و لكن كونك محاسب داخل مؤسسة كوكاكولا ، فبكل سهولة تقدر بكل سهولة تعرف كل المواد الكيميائية المضافة و مقاديرها ، وده اللى أى معمل كيميائي قادر أنه يعمله بسهولة .
برأيك ، هل الدعاية فقط كانت سبب نجاح كوكاكولا ، ولا حاجة تانية ؟
تعليقات
إرسال تعليق